الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات عندما يصبح الشاب التونسي لحمة ميتة..

نشر في  12 أفريل 2014  (23:51)

مسكين التونسي وخصوصا إذا كان في سن الشباب.. حالته تدعو إلى العطف والرثاء وليس أمامه إلا إن يضرب راسو على الحيط.. حقه في الصراخ والصياح والعويل والشكوى مكفول.. حقه في الاستنكار والاحتجاج والتعبير عن الغضب مكفول.. له أن يخرج إلى الشارع ويصيح.. ولكن لا احد سوف يسمعه أو يهتم به أو حتى يسأله مجرد سؤال لماذا هو يصيح...

لقد صار الانتحار في بلادنا بالحرق أمرا عاديا أو بالشنق أو بأي طريقة أخرى أمرا مألوفا عاديا وروتينيا لا يهزنا لا يزعجنا لا يزلزلنا ولا يثيرنا ولا يستوقفنا حتى...ولا يثير فينا الدهشة والحيرة والسؤال والتساؤل...

أصبح عاديا أن نرى شابا في مقتبل العمر من المفروض أن يكون زهرة في وطنه.. بسكب على جسده البنزين ويشعل فيه النار...و لكن  من يرى.. من يوقف هذه المأساة لا أحد بهتم أو يكترث و يطلق آهة الحزن.. كأنهم حشرات.. كأنهم بذرات تراب.. إنّها اللامبالاة التي أصابتنا.. إنها اللحمة الميتة التي سكنتنا.. تلك هي المأساة الكبرى التي أصابت شبابنا ونحن في مقابل ذلك نبذل قصارى جهدنا في تكسير كرايم بعضنا.

ياسين مالوش